باتت الألعاب الإلكترونية والهواتف المحمولة، وسيلة التسلية الأولى لدى الأطفال والكبار، والتي من شأنها أن تخلص الوالدين من إزعاج الطفل وتمنحهما وقتًا لا بأس به من الراحة، ولكن قد يجهل الوالدين النتائج والآثار السلبية المترتبة على هذا الفعل، وكذلك يراها المراهقون والكبار وسيلة لقتل الوقت لدى الكبار ، بل وبوابة يجدونها للهروب من مشاكلهم الحياتية ومن هنا تكمن الخطورة.
الأسوأ قادم
وكانت لعبة الحوت الأزرق ومريم وكذلك بوبجي وغيرها من الألعاب الإلكترونية، والتي دفعت مراهقين إلى الانتحار والقتل و العنف، فإن البعض يؤكد أن "الأسوأ قادم"، إذ يتوقع أن يتسبب انتشار ألعاب القتال والحروب والمغامرة عبر تقنية "الواقع الافتراضي"، في زيادة نسبة العنف بين اللاعبين إذ توفر تلك المنصات أجواء خيالية يشعر فيها اللاعب أنه داخل الحدث يقاتل بنفسه، ويسرق بجهده، وعليه أن يتدبر أمر هروبه من الشرطة، أو نجاته من الأشباح بذاته، ليقع تحت تأثير تلك "الحالة النفسية"، أوقات طويلة بعد التوقف عن اللعب، أو حتى الانشغال بلعبة أخرى، وقد وجد المتخصصون أن للألعاب الإلكترونية أثرا في تغير سلوك الطفل للسوء حيث إنها تدفعه للأنانية وحب الذات وزيادة السلوك العدواني لديه وربما تدفعه للسرقة للحصول على هذه الألعاب وتجديداتها من الأسواق أو لشراء الأجهزة التي يتمكن من ممارسة هذه الألعاب عليها حيث إنها تكون بمثابة إدمان له.
بيئة نفسية غير سوية
ولهذه الألعاب الإلكترونية تأثير نفسي على مستخدميها فيوضح لنا خبراء الطب النفسي، أن لجوء الأطفال إلى هذه الألعاب سيبل للهو وكذلك اتخاذ الأهل لهذه الألعاب كسبيل لإسكاتهم وكذلك المراهقين وسيلة لقتل الوقت ، ولكن لا يكمن خطر أو مشكلة من استخدام تلك الألعاب ولكن يكمن الخطر لو كان يعيش الطفل أو المراهق أو حتى الكبار وهم فئة المراهقين العصبية من يعيشون بيئية نفسية غير سوية.
دور الأسرة
أن غياب دور الأسرة وحالة الانعزال التي يعاني منها الأبناء، وكذلك عدم قيام الأب والأم بدورهما الرقابي، مع غياب واضح وملحوظ للغة الحوار والدفء وظهور حالة من التوحد، مضيفًا إلى أن من أهم أسباب اللجوء إلى استخدام تلك الألعاب هو تلبية رغبات الأبناء تحت دعوة أن جميع أقرانه لديهم ما لديه، كذلك عدم وجود القدوة وهجر الألعاب التنموية.
وينصح استشاري العلاقات الإنسانية بضرورة المشاركة الدائمة للأطفال من قبل الأسرة في كل شئ وخاصة هذه الألعاب ومعرفة محتواها وكذلك اختيار الألعاب لهم المفيدة والتي تحفزهم على الإبداع وتحفز قدراتهم على اتخاذ القرارات وقضاء وقت أطول بين أفراد العائلة لتقوية الترابط بينهم، وكذلك الاتجاه نحو الألعاب التنموية والتي تحتاج إلى تفكير كالشطرنج والألعاب الرياضية.