الذكاء الاصطناعي في العملية التعليمية

الذكاء الاصطناعي في العملية التعليمية

يستخدم مصطلح الذكاء الاصطناعي (Artificial Intelligence) لوصف استخدام أجهزة الكمبيوتر للقيام بمهام تتطلب عادةً ذكاءً بشريًا. ويتضح استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل متزايد في حياتنا اليومية، مثل التحدث مع وكلاء الذكاء الاصطناعي (مثل Siri أو Xiao-i)، أو استخدام التطبيقات التي تسمح لنا بالتقدم في العمر، أو تبديل الوجوه في الصور (Face Changer أو Zao)، أو متابعة التوصيات المخصصة في (Netflix أو QQ Video).

وقد بدأ تطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي في العملية التعليمية على نطاق واسع، حيث أضحت أنظمة الكمبيوتر تتفاعل مع مكونات الجتمع التعليمي بطرق تحاكي القدرات والسلوكيات البشرية. كما تم نشر أنظمة التعلم التي تعمل بالذكاء الاصطناعي بشكل متزايد في المدارس، والكليات، والجامعات، وكذلك في تدريب الخريجين. وعلى الرغم من الفوائد الجمة لأنظمة التدريس الذكية، يخشى الكثيرون من أن الذكاء الاصطناعي في التعليم قد يساهم في تراجع دور المعلم البشري أمام المعلمين الروبوت (الآليين)، إلا أن هذا القلق غير محتمل حدوثه على الرغم من التطور التكنولوجي الهائل في مجال التعليم.

ولفهم طبيعة عمل الذكاء الاصطناعي في العملية التعليمية، يجدر تصنيف التعلم باستخدام الذكاء الاصطناعي إلى ثلاثة أنواع هي:

1. تطبيقات الذكاء الاصطناعي التي تركز على النظام

ويقصد بها أدوات الذكاء الاصطناعي المصممة لدعم وظائف إدارة المؤسسة مثل التسويق أو التمويل، أو التنبؤ بأعداد الطلاب، أو تحليل استخدام الطلاب لبيئة التعلم الافتراضية للمدرسة. من المتوقع أن هذه الاستخدامات للذكاء الاصطناعي في التعليم ستؤثر بشكل متزايد على تمكين الإدارة المدرسية من القيام بوظائفها الإدارية بطريقة فعالة ومرنة.

2. تطبيقات الذكاء الاصطناعي التي تركز على الطلاب

ونقصد بها أنظمة التدريس الذكية التي توفر للطلاب معلومات وتمرينات واختبارات مرتبطة بمناهجهم الدراسية. ومن خلال مراقبة تفاعلات الطلاب واستجاباتهم عن كثب، تقوم أنظمة النقل الذكية بتكييف المعلومات، والتمرينات، والاختبارات، وفقًا لنقاط القوة والضعف الفردية للطالب. حيث تتبنى أنظمة النقل الذكية أسلوب التدريس الإرشادي، حيث تتابع تلقائيًا الإنجاز التعليمي لكل طالب. ويتم الترويج لهذا النهج المخصص باعتباره أكثر فعالية من ممارسات الفصل الدراسي القياسية، حيث يتقدم الطلاب من خلال نفس المواد معًا، وبنفس الوتيرة، على الرغم من عدم وجود أدلة كافية لدعم هذا الرأي، ووجود بعض المعوقات.

فمن ضمن هذه المعوقات أن نظام النقل الذكي النموذجي يحدد فقط مسارات التعلم، وليس نتائج التعلم، حيث تهدف فقط إلى أن يتعلم الجميع نفس المواد لاجتياز الامتحانات، بينما لا تركز على تمكين الطلاب من تطوير أهدافهم الشخصية أو اهتماماتهم الفردية. وفي الوقت نفسه تعمل أنظمة النقل الذكية أيضًا على تقليل الاتصال البشري بين الطلاب والمعلمين. وعلى الرغم من توافر أنظمة النقل الذكية التجارية، والتي يمكن لأية مؤسسة تعليمية أو تدريبية شراؤها وتنفيذها، إلا أن معظمها مصمم لطلاب المدارس، ولا يغطي سوى مواد دراسية محددة.

وللتغلب على هذ المعوقات، هناك أربعة بدائل لأنظمة النقل الذكية يمكن تطبيقها في العملية التعليمية علمًا بأن هذه البدائل تعمل بالذكاء الاصطناعي أيضًا. وتشمل هذه البدائل أنظمة التدريس القائمة على الحوار وبيئات التعلم الاستكشافية، ونظام تقييم الكتابة التلقائي، وروبوتات المحادثة. فمن ناحية، تتبنى أنظمة الدروس المستندة إلى الحوار منهجًا نقاشيًا يساهم في إشراك الطلاب في محادثة مكتوبة، أو منطوقة أو باستخدام أسئلة لتوجيههم نحو فهم الموضوعات الدراسية والتركيز على رحلة التعلم، وليس النتائج فقط.

ومن ناحية أخرى تتبنى بيئات التعلم الاستكشافية المدعومة بالذكاء الاصطناعي منهجًا تعليميًا بنائيًا، أي أنها توفر فرصًا أكثر انفتاحًا للطالب لاستكشاف موضوع ما وبناء مفاهيمه الخاصة. ومع ذلك، على الرغم من أن التعلم الاستكشافي يمكن أن يكون قويًا جدًا، إلا أنه لا يعمل بشكل جيد بدون توجيه المعلم. ففي بيئات التعلم الإستكشافية المدعومة بالذكاء الاصطناعي، يكون دور الذكاء الاصطناعي هو توفير التوجيه المناسب في شكل ردود فعل آلية.

كما يساهم نظام تقييم الكتابة التلقائي في التصنيف التجميعي التلقائي للمقالات والاختبارات الموحدة للالتحاق بالجامعة، بالإضافة إلى توفير ساعات من التصحيح للمعلمين. كما يمكن من خلاله تزويد الطلاب بتعليقات مفيدة حول كتاباتهم مثل طرق تحسين بنية النص أو استخدام اللغة، حتى يتمكنوا من تحسينها قبل تقييمها النهائي.

وتستخدم روبوتات المحادثة المتمثلة في قاعات الفيديو كونفرنس لدعم الطلاب خارج الفصل الدراسي. ويستغلها المعلم في تحديد الجداول الزمنية والتذكير بالواجبات والاختبارات والتواصل مع أولياء الأمور.

3. تطبيقات الذكاء الاصطناعي التي تركز على المعلمين

على الرغم من تصميم تطبيقات الذكاء الاصطناعي لتحل محل بعض مهام المعلم الحالية، إلا أنها من المتوقع أن تخفف بعض أعباء المعلم على المدى القصر. ففي هذا المستقبل المحتمل الذي يحركه الذكاء الاصطناعي، قد يقتصر دور المعلم في الفصول الدراسية على تسهيل الذكاء الاصطناعي للقيام بالتدريس الفعلي ودعم المعلمين لتحسين تعليمهم، حيث سيوفر للمدرسين وصولًا ذكيًا إلى المعلومات أو سيساعدهم في إدارة الفصل الدراسي بشكل أكثر فعالية عن طريق اقتراح مجموعات لأنشطة التعلم التعاوني تلقائيًا.

خاتمة

على الرغم من الآثار الاجتماعية والأخلاقية الناتجة من تطبيق الذكاء الاصطناعي في العملية التعليمية، تتضح أهمية الذكاء الاصطناعي في التعليم. وعلى الرغم من التحديات الجسيمة التى تواجه مشغلى أنظمة التدريس الذكية في الموازنة بين دور المعلم البشري، ودور تطبيقات الذكاء الاصطناعي، يظل هناك قيمة مضافة يمكن أن يستغلها المعلم للإستفادة من تطبيقات الذكاء الاصطناعي، سواء في إدارة الصف أو تطوير الإنجاز الدراسي للطلاب. وسيظل الصراع بين دور الإنسان والآلة قائمًا حتى في أبرز وأعظم المجالات الحياتية، وهو المجال التعليمي.

مصدر: https://www.sasapost.com/opinion/artificial-intelligence-in-the-educational-process/


للتعليقات

اتصل بنا

ارسل رسالة لنا

احصل على جميع المعلومات